نصائح لكيفية التعامل مع الزوجة المدللة

مجلة أصحابي . عام 2068 لاتعليقات

الزوجة المدللة تمثل صداع في رأس زوجها، فهى تعودت منذ أن كانت في منزل أبيها على أن جميع طلباتها مجابة وأنه لا رد لطلباتها حتى لو كان مبالغ فيها، وفي حال الرفض إذا تجرأ أحد على ذلك فإن الغضب والصياح هو وسيلتها لإجبارهم على تنفيذ طلباتها، ولكن في الحقيقة لا يوجد رجل يتحمل دلال ودلع هذه الزوجة.

وعادة ما تكون الزوجة المدللة هى أخر فرد في عائلتها، ولذلك تحرص أسرتها على تدليلها بشكل مبالغ فيه كونها أخر العنقود كما يقال، ولكنهم لا يعلمون أنهم بهذه الصورة يساهمون في افقادها شخصيتها وتحمل المسئولية عندما تصير شابة، كما أن هذا الدلع الزائد لا يؤهلها لتحمل مسئولية زوج وأبناء.

عندما تذهب الزوجة المدللة الى منزل زوجها، تأخذ معها الدلال والدلع الذي اعتادت عليه في منزل أبيها، وتطمع في أن تلقى نفس هذا الدلال الذي كان يمنحه لها أبيها، ولكنها لا تجد هذا الدلال وتصطدم بالواجبات والمسئوليات الملقاة على عاتقها فيما يخص طلبات زوجها أو أبنائها فيما بعد. ,دائمًا ما تقارن الزوجة المدللة بين تعامل أسرتها معها والدلال والدلع الذي كانت تلقاه من أبيها على وجه الخصوص وطلباتها وأوامرها التي كانت مجابة، وبين تعامل زوجها معها وطلباته وأوامره الذي أصبح واجبًا عليها تنفيذها، وهو ما يجعلها غير سعيدة وغير قادرة على التكيف مع هذه الحياة الجديدة ومتطلباتها.

تتسم الزوجة المدللة بالعديد من الصفات تتمثل في العناد والأنانية والاستهتار وعدم القدرة على تحمل المسئولية وضبط انفعالاتها وهى الصفات التي تجعل تكيفها مع المجتمع خارج إطار أسرتها ومع زوج المستقبل وأهله أمرًا في غاية الصعوبة. ويرى عدد من علماء النفس والمتخصصين في مجال الأسرة أن الزوجة المدللة بصورة مفرطة غالبًا ما تكون أكثر عرضة الى الإصابة بالصدمات النفسية، وهو الأمر الذي سينعكس سلبًا على سلوكها مع زوجها وشعورها تجاهه.

قد تصنف الزوجة المدللة زوجها بالعدو الذي لا يحبها في حال عدم استجابته لطلباتها بعد أن تعودت من والدها أن ينفذ لها جميع طلباتها وهو ما قد يخلق مشاكل جسام بينهم قد تصل الى حد تنصلها من واجباتها ومسئولياتها تجاه أسرتها الجديدة مما يزيد المشكلة تعقيدًا قد تصل بهذين الزوجين الى الطلاق لا سمح الله. وقد يساهم مبالغة بعض الأزواج في تدليل زوجاتهم الى تقوية شخصيتها وجعلها تفرض شخصيتها عليه في مقابل تراجع وضعف شخصية هذا الزوج، لأن الزوجة المدللة لا تهتم بأمور منزلها مقابل الاهتمام ببعض الأمور التافهة المتمثلة في النوم فترات طويلة أو العناية بأظافرها أو مكياجها والتسوق والنميمة مع صديقاتها.

وقد حدد الدين الإسلامي طرق عدة توضح كيفية التعامل مع الزوجة المدللة تتمثل في معاملتها بالحسنى ومحاولة توعيتها بالحياة الجديدة المقبلة عليها والتي تجبرها على تحمل مسئولية وواجبات هذه المرحلة، كما نصح الدين أيضًا الزوج بعد تلبية طلبات زوجته في العموم ولكن هذا لا يعني التضييق عليها الى حد الخناق. كما أكد الدين ضرورة الإثناء على محاسن الزوجة واحترام مشاعرها وإظهار الاحترام لها ولأهلها لأن هذا يساعد على التقرب منها خاصة إذا كانت في سن صغير، كما كان يفعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مع السيدة عائشة رضى الله عنها.

ومن ناحية أخرى يقع على عاتق الأسرة جزء كبير في تأهيل الزوجة المدللة على الحياة الزوجية، ولاسيما وأنهم كانوا السبب بشكل كبير في عدم تحملها المسئولية بعد الدلال والتدليل الزائد منهم لها، حيث ينصح عدد من المتخصصين الأهل بأن يكون التدليل متوازنًا بمعنى أن نعطي بناتنا حقوقهن ونلبى رغباتهن شريطة أن نوجههن ونبين لهن الصواب من الخطأ. ولكن في الوقت نفسه علينا أن نجعلهن يتحملن المسئولية ويكونوا قادرين على اتخاذ القرارات الخاصة بحياتهم والتي تؤهلهن الى تحمل مسئوليات الزواج، لأن الزوجة المدللة دلالاً متوازنًا غالبًا ما تجمع في شخصيتها بين الرقة والحساسية مع القوة والصلابة والقدرة على تحمل المسئولية وهو ما يبحث عنه جميع الأزواج في الوقت الحالي.

والأهم من ذلك تقنين عملية الدلال المفرط والنزول بها إلى مرحلة التوازن بالتدريج كي تدرك الفتاة عدم سهولة الحصول على ما تريد لتكون مستعدة لمفاجآت الحياة الزوجية، وتكون مستعدة لتحمل واجباتها ومسئوليتها تجاه زوجها وأبنائها.

أترك تعليق


جرب نسيج الآن ...

مجلة أصحابي

مجلة أصحابي هي مجلة منوعة تهدف الى جمع أكبر عدد ممكن من المقالات والمواضيع المتميزة التي تهم الشباب والشابات. يمكنكم ارسال مشاركاتكم واضافاتكم الى موقعنا في أي مجال يهمكم.