فائدة نظر الطفل لنفسه في المرآة

مجلة أصحابي . عام 1512 لاتعليقات

تهتم الام الحديثة بسلامة عمل جميع أجهزة جسم الطفل الحيوية ومنها الرؤية، والذي يكون مشوشا عند الولادة ويتطور بمرور الوقت ليبدأ الطفل في النظر للمرآة.

تكون رؤية الطفل عند الولادة مشوشة قليلاً، حيث يتمكن الطفل من تحديد الضوء والأشياء المتحركة من حوله في البداية ولكن دون إمكانية لتحديد هذه الاشياء، فنجد ان الطفل ينظر للنافذة ترمش عيناه استجابة للأضواء الساطعة المفاجئة ولكنه لا يدرك قدرته على تثبيت كلتا عينيه فيتجول بنظره بشكل مستمر .

ويؤكد الاطباء ان الاطفال خلال الشهر الأول من عمرهم يرون على بعد 20 : 30 سنتيمتراً فقط، وهي المسافة بينه وبين رؤيته لمن يحمله فقط، وهو ما يجعل الطفل على معرفة جيدة بوالدته ووالده أكثر من أي شخص آخر في هذه الفترة، ثم تتطور جودة الرؤية ويرى الاشياء القريبة بوضوح أكثر من البعيد وبالتدريج ليكون نظره مثل البالغين تماما عند اتمامه العام الاول.

وبعد تحرك الطفل ورؤيته لنفسه في المرآة ينال الامر اعجابه ويبدأ حب الطفل للمرآة من أول مرة يرى فيها انعكاسه وقد يرجع الامر إلى شعوره بالدهشة مما يراه الامر الذي يجعله يبتسم ويبدأ في مداعبة انعكاسه بفرحة ويقلق هذا الامر بعض الآباء خوفا من المقولة القديمة بأن كثرة النظر للمرآة قد يسبب الجنون وهو ما نفته الدراسات الطبية الحديثة بشكل قاطع.

وأكدت الدراسات ايضا ان الطفل لا يتعرف على نفسه وأن من يراه في المرآة هو انعكاسه إلا بعد اتمامه عام ونصف من عمره وأن النشاط الذي يقوم به أمام المرآة قبل هذا العمر ما هو إلا مجرد نشاط اجتماعي واستمتاع بالوقت مع الطفل الصغير الذي يراه أمامه دون ربط ذلك بنفسه.

وعلى عكس بعض الأقاويل حول خطأ الوقوف أمام المرآة فإنه امر ذو اهمية كبيرة، حيث يوضح مدى وصول الطفل إلى مرحلة الادراك فكلما عرف ان من ينظر له بالمرآة هي نفسه كلما كان اسرع في الادراك وبالتالي في النمو والذكاء، ويظهر هذا من خلال دراسة أسترالية حيث تم رسم علامة على وجوه مجموعة من الأطفال وتركوهم يلعبوا أمام المرآة، وافترضوا أن الطفل إذا نظر جيداً وحاول مسح العلامة المرسومة على وجهه فإنه يدرك أنه ينظر إلى انعكاسه ولكن إذا استمر في اللعب فإنه لم يصل إلى مرحلة الإدراك بعد وتكون عادة مع بداية العام الثاني من العمر.

وتعتبر مرحلة إدراك الذات بداية لمرحلة الوعي التي تعتبر من أكثر الخواص تعقيداً وتطوراً في حياة الإنسان، وهو الامر الذي يساعد عليه النظر للمرآة وهنا ينصح الاطباء الامهات بترك اطفالهم يلعبون أمامها مما قد يحسن من مستوى إدراكهم ووعيهم، ويمكن وضع مرآه بلاستيكية على أحد جانبي سرير الطفل ليرى نفسه فيها، أو جلوسه بالقرب من مرآة كبيرة أو تحريك ذراعيه وساقيه أمام المرآة ليرى نفسه أثناء الحركة ومع الوقت سيربط بين ما يرى وما يفعل ويبدأ في الإحساس بأجزاء جسمه المختلفة وسيتعلم ويدرك ان ما يراه هو انعكاس له.

أترك تعليق


جرب نسيج الآن ...

مجلة أصحابي

مجلة أصحابي هي مجلة منوعة تهدف الى جمع أكبر عدد ممكن من المقالات والمواضيع المتميزة التي تهم الشباب والشابات. يمكنكم ارسال مشاركاتكم واضافاتكم الى موقعنا في أي مجال يهمكم.