طفلك كثير البكاء؟ الضوضاء البيضاء ستساعدك

مجلة أصحابي . عام 1250 لاتعليقات

دائمًا ما يكون أكثر ما يُزعج الأم هو كثرة بكاء الأطفال، خاصة حديثي الولادة، طوال الليل، وقلة ساعات نومهم. تظن معظم الأمهات أن ذلك بفعل الجوع أو المرض، ولكن أثبتت الدراسات أن بعض الأصوات، أطلقت عليها “الضوضاء البيضاء”، قد تساعد حديثي الولادة على الهدوء والنوم.

تقوم الضوضاء البيضاء بمفعولها السحري، الذي أثبت كفاءته مع الكثير من الأمهات، من خلال بث أصوات تشبه تلك التي كان يستمع إليها الطفل وهو جنين، مما يساعده على الشعر بالأمان؛ لينام بارتياح ودون مجهود من الأم.

عادةً إذا تواجد مصدر واحد للصوت داخل الحجرة، كصوت شخص يتحدث، فإن الطفل سينتبه إلى ذلك الصوت، وكلما زاد عدد الأشخاص داخل الحجرة، كلما صعُب الانتباه لهم جميعًا، وهو ما تقوم به الضوضاء البيضاء، حيث تقوم بمزج الكثير من الأصوات معًا، حتى يصعب تمييز أحدها عن الآخر، وبالتالي يضعُف الانتباه لأي من تلك الأصوات، مما يجعل أي صوت آخر بالحجرة ضائعًا وسط الضوضاء البيضاء.

في الشهور الأولى من حياة الطفل، ليس ضروريًا أن يكون الجوع هو مصدر بكائه، حيث يكون تفاعل الطفل الوحيد الممكن مع ما يدور حوله هو البكاء، والذي قد يصل إلى الصراخ في حال زيادة المؤثرات من حوله، وهو ما منح الضوضاء البيضاء أهميتها، حيث تقوم بجذب انتباه الطفل إليها فقط، دون غيرها، وتعزل جميع الأصوات من حول الطفل، ويستمع إليها فقط، كما كان يفعل داخل رحم أمه، وبالتالي يبدأ في الاسترخاء.

تنوعت مصادر تلك الضوضاء البيضاء بين أصوات تدفق المياه، مثل أصوات الشلالات، أو اندفاع المياه من الصنبور، أو أصوات الأدوات الكهربائية كالمكنسة والخلاط. ونظرًا للمفعول السريع للضوضاء البيضاء، بدأت الكثير من الفيديوهات في الظهور على الإنترنت، تحمل ملفات صوتية لتلك الأصوات، كما يمكنك إيجاد الكثير منها على موقع اليوتيوب. كما ظهرت الكثير من التطبيقات، المخصصة للهواتف الذكية، بأنظمتها المختلفة، تحمل أكثر من مقطع صوتي لأشكال مختلفة من الضوضاء البيضاء، يمكنكِ الاختيار فيما بينها، واستخدامها بأي وقت وفي أي مكان.

تأتي الضوضاء البيضاء بمفعولها مع الأطفال حديثي الولادة، وحتى عمر السنة تقريبًا، ويمكنك التوقف عن استخدامها لطفلك في أي وقت، فهي لا تُعد إدمانًا، ويمكن اللجوء إليها فقط في الحالات القصوى، إلّا أن الإكثار من استخدام تلك الضوضاء البيضاء قد يضر طفلك، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن كثرة الاستماع إلى الضوضاء البيضاء قد يؤدي إلى بطء نمو التطور السمعي واللغوي عند الطفل، نظرًا لكونها تحجب الأصوات جميعها عن الطفل، إلّا أن التوقف عن استعمالها يُعيد التطور إلى طبيعته بعد فترة.

لا تدعي ذلك يُفزعك، فقد أثبتت الدراسات أن بطء النمو هذا لا تسببه الضوضاء البيضاء نفسها، ولكن التعرض الطويل والمستمر لها، فحتى الجرعات اليومية ليست مضرة، بقدر التعرض لنفس الأصوات على مدار اليوم، حيث ظهر الضرر على فئران التجارب داخل الدراسات فقط، عند تعريضهم للضوضاء البيضاء طوال الـ 24 ساعة، لأيام متواصلة، وهو بالتأكيد ما لا يحدث في الواقع.

لم تقتصر فوائد الضوضاء البيضاء على مساعدة الرضيع على النوم، وإنما أثبتت بعض الدراسات التي أجريت مؤخرًا، أن وجود صوت ثابت القوة في الخلفية يساعد الأطفال، بل والناضجين، على التركيز والهدوء، خاصة لمن يعانون من قصور الانتباه وفرط الحركة، فإن كان لديكِ طفل كثير الحركة بشكل مزعج، يمكنكِ تجربة استخدام الضوضاء البيضاء؛ لمساعدته على السكون والهدوء.

تعقيب من موقعك.

أترك تعليق


جرب نسيج الآن ...

مجلة أصحابي

مجلة أصحابي هي مجلة منوعة تهدف الى جمع أكبر عدد ممكن من المقالات والمواضيع المتميزة التي تهم الشباب والشابات. يمكنكم ارسال مشاركاتكم واضافاتكم الى موقعنا في أي مجال يهمكم.