تقدم التكنولوجيا خدمات متعددة لراحة المستخدمين الذين يقبلون على تطوير انفسهم ولم تغفل قطاع لا بأس به من المواطنين وهم المكفوفين وطورت تقنيات لخدمتهم

يسبب فقدان نعمة البصر مشكلات كثيرة لاصحابها الذين لا يتمكنوا من ممارسة حياة طبيعية كباقي البشر وأحيانا يعيشون منعزلين بعيدا عن المجتمع، ولكن التكنولوجيا لم تترك مجالا لأوضاع كثيرة سلبية، ومن ضمنها الاهتمام بالمكفوفين، وطورت كثيراً من التقنيات لإشراك ذوي هذه الاعاقة في الاحداث المجتمعية واتاحة اندماجهم مع غيرهم عبر وسائل مختلفة.

وطورت التكنولوجيا بعض الأجهزة الإلكترونية لخدمة المكفوفين وعلى رأسهم قارئ الأصابع Finger Reader وهو خاتم صغير يتم ارتدائه عند القراءة، ويقوم بقراءة الكلمات التي يمر عليها الاصبع بمجرد تحريكه على السطر بصوت عالي، كما أنه مزود بخواص الاهتزاز والأصوات التحذيرية عند انحراف السطر.

 

 

 

 

ويوجد كذلك النظارة الذكية Assisted Vision وهو إنتاج زوج من النظارات التي تمكن المكفوفين من المشي في الأماكن غير المألوفة بالنسبة لهم وتحذيرهم حال وجود عقبات لمواجهتها، فعلميا المكفوفين يكون لديهم بصيص من البصر، وتعمل هذه النظارة على بلورته واستخدامه، وزودت شركة التكنولوجيا المنتجة لهذه النظارات ميكروفون وكاميرتين صغيرتين لها، كما أنها مزودة بـ GPS لإعطاء التوجيهات للمستخدم.

أما AI Glasses فهي نظارات ذات شكل عادي ويمكنها قراءة اللافتات على الطريق وتحديد الألوان بسهولة والكشف عن الأبواب الزجاجية والشفافة، كما تحتوي على جهاز GPS ومستشعرات للصوت، وتقدر تكلفتها بحوالي من 1000 حتى 1500 دولار.

وعلى صعيد تطبيقات الهاتف، طورت التكنولوجيا تطبيقات متعددة نذكر منها Light Detector والذي يمكن المكفوفين من الاستماع إلى الضوء بما يؤدي إلى تجنب الأبواب والنوافذ التي تتواجد في منطقة ضوء، وهذا من خلال إصدار صوت تحذيري، وهذا التطبيق مدفوع ومتوفر لأجهزة آيفون وآيباد.

أما تطبيق VizWiz فهو يقوم بتصوير الأشياء ويساهم في تعريف المكفوفين بالأشياء التي يلمسوها وتحديد لونها، وهو مجاني يستخدم عبر اجهزة آيفون وآيباد، ويمكن للمستخدم سؤال الهاتف سؤال صوتي لتأتيه الإجابة في أقل من دقيقة، كما يوجد تطبيق Talk back الذي يستخدم لتيسر تعامل المكفوفين مع هاتفهم الذكي، عبر الخدمات المنطوقة والمسموعة، والتنبيه بالاهتزاز، ولا ننسى أن التطبيق مجاني ومتوفر لأجهزة أندرويد.

ولم تغفل التكنولوجيا حق المكفوفين في اللعب، حيث أصبح هناك ما يعرف بـ Audio Games الخاصة بهم والتي تمكنهم من اللعب عبر الاستماع فقط، وذكرت الاحصائيات أن عدد الألعاب الصوتية ما يزال ضعيفا فهي حوالي 50 لعبة تجارية، و150 لعبة مجانية وتجريبية، منها لعبة Chillingham، وهي لحل الألغاز وخوض المغامرات وقتال الأعداء بالاعتماد على سماعتين رأسيّتين أو سماعات منزليّة عالية الجودة.

كما توجد البرامج مثل برنامج “إبصار” الذي انتجته شركة “صخر”، وهو برنامج عربي تقني يقوم بقراءة الصفحات العربية والإنجليزية، وقراءة وكتابة البريد الإلكتروني، كما يقوم بترديد اسم أي مفتاح في لوحة المفاتيح عند الضغط عليه، أما طريقة عمله فتعتمد على دمج تقنيتي التعرف الضوئي على الحروف وقراءة النص المنطوق، حيث تقوم التقنية الأولى بالتعرف على محتوى الأوراق الممسوحة ضوئيا وتحويلها إلى نص، ثم تتولى التقنية الثانية قراءته قراءة سليمة وواضحة.