إهمال الزوجة لزوجها يرجع لعوامل وأسباب كثيرة بعضها قد يتعلق بعملها وسعيها طوال الوقت لتحقيق كيانها وأغلبها يكون نابعًا في الأساس من إهمال زوجها!

لإهمال الزوجة لزوجها جوانب عديدة، أحدهم يتعلق بحقوقه الزوجية المرتبطة بالفراش والجماع، وآخرًا متعلقًا بحقوقه الخاصة برعايته وخدمته، كالاهتمام بطعامه وملابسه وعمله والسهر على راحته.

قد تنجح زوجة ما في إعطاء زوجها كافة الحقوق المتعلقة برعايته وخدمته بالمنزل كإطعامه والسهر على راحته وغيرها من هذه النوعية من الحقوق، ولكن في الوقت ذاته قد تكون زوجة فاشلة في الاهتمام بحقوقه الزوجية الأخرى المتعلقة بالفراش، والتي نص عليها الإسلام ودعا الزوجة لتلبيتها، حيث أورد الرسول (ص)، في هذا الشأن حديثه الشريف الذي قال فيه: “إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح”.

كما حثّ رسول الله الزوجة على طاعة زوجها مؤكدًا أن في ذلك جنتها، حيث قال في حديثه الشريف: “إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت”. وعن أسباب إهمال الزوجة لزوجها، فإن أبرزها يتعلق بالزوجة العاملة، فالزوجات العاملات في الغالب لا يستطعن تحقيق التوازن بين بيوتهن ورعاية أزواجهن، وعملهن، وفي الأغلب يكون لعملهن النصيب الأكبر من الاهتمام، الأمر الذي ينعكس بالطبع على الزوج بشكل كبير ويجعلها مُقصرة في كافة حقوقه، لدرجة أن هذا الإهمال من قِبَل الزوجة قد يضطره في نهاية المطاف للجوء إلى أخرى تمنحه فقط كل الاهتمام.

غير هذا السبب الشديد الأهمية، هناك أسباب أخرى تتعلق بالزوج نفسه، تسبب في النهاية إهمال الزوجة له، وهي:
– مُعاملة الزوج لزوجته بطريقة سيئة والإكثار من إهانتها والتقليل والتحقير من شأنها، الأمر الذي يدفعها بكل تأكيد في النهاية إلى الانصراف عن الإهتمام به ورعايته، نظرًا لأنه أفقدها من البداية القدرة على احترامه وتقديره.

– انصراف الزوج عن الإهتمام بالزوجة وتدليلها وفعل الأشياء المحببة إليها والقادرة على إسعادها، وبالتالي تلجأ هي الأخرى إلى اتباع نفس المبدأ في إهماله، وبذلك يكون إهمال الزوجة نابعًا من إهمال الزوج نفسه لها.

– عندما تشعر الزوجة أن ما تمنحه للرجل من اهتمام ورعاية ليس له أي مُقابل، أي أن يُقابل زوجها ذلك الاهتمام ببرود، دون فعل أو قول أية كلمات تحمل ثناءًا وشكرًا لها على ما تبذله من أجله من جهد، ليُحفزها به على تقديم المزيد من الاهتمام والاحتواء والرعاية.

– قد يكون أحد أسباب إهمال الزوجة لزوجها أيضًا، شعورها بخيانة زوجها لها، أو حتى طريقته في معاملة بقية النساء واهتمامه بهن، فأحيانًا الغيرة تولد الإهمال.

– علاقتهما الحميمة، فهذا السبب أحد أهم أسباب إهمال الزوجة لزوجها، فإن أهمل الزوج الجماع بزوجته، وإعطائها حقها في الاستمتاع به، فهذا من شأنه يؤثر سلبًا عليه وعلى حالتها النفسية بشكل كبير، وبالتالي تلجأ إلى إهماله كرد فعل طبيعي عما يصدر منه.