مثلما تسبب السمنة الكثير من المخاطر فإن النحافة الشديدة تسبب العديد من المشاكل التي لا تقل خطورة عنها.

السمنة ليست وحدها التي تسبب للشخص الذي يعاني منها الكثير من المتاعب والمشاكل، ولكن النحافة أيضًا تسبب حرج شديد للشخص الذي يعاني منها كونه يشعر أنه لا يتمتع بالقوام الذي يتمناه والذي يحتاج الى مزيد من الجهد والصبر والوقت لأنه كما نعلم اكتساب الجسم لبعض الكيلو جرامات أصعب بكثير من إنقاصها.

هناك العديد من الأسباب التي تسبب النحافة عند الجنسين تتمثل في اتباع أنظمة غذائية غير صحية لا تعطي الجسم ما يحتاجه من بروتينات وفيتامينات وحديد وكاليسوم وهو ما يفقد الجسم ما يحتاجه لكي ينمو بصحة وعافية، أو نتيجة اتباع طرق وأساليب الريجيمات المختلفة لإنقاص الوزن والاستمرار باتباعها حتى يفقد الجسم القدرة على استرجاع وزنه الطبيعي.

 

وقد تكون النحافة نتيجة لأسباب وراثية أو أسباب مرضية نتيجة خلل في زيادة هرمون الثيروكسين أو نشاط الغدد وخاصة الغدة الدرقية، أو الإصابة بالسرطانات أو بعض الأمراض المزمنة التي تصيب كبار السن على وجه الخصوص، أو الإصابة بفقر الدم الشديد أو نتيجة بعض أمراض الجهاز الهضمي كعسر الهضم وسوء امتصاص في الأمعاء مما يسبب نقص السعرات الحرارية المكتسبة والتي من الممكن أن يستفيد منها الجسم.

وقد ترجع أسباب النحافة الى الإصابة ببعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب الذي يسبب فقدان الشهية أو التوتر الذي يعمل على زيادة حرق السعرات الحرارية في الجسم بصورة كبيرة تجعل الجسم يفقد المزيد من الكيلو جرامات أو الهوس الذي يجعل المصاب به لا يشعر بالجوع. وربما بذل الجسم لمجهود زائد بصفة يومية دون تناول السعرات الحرارية اللازمة لتعويض الطاقة المفقودة أحد أهم أسباب النحافة، أو ربما بسبب تناول بعض الأدوية والعلاجات التي تسبب نقص شديد في الوزن مثل العلاج الكيميائي المستخدم في علاج الأورام السرطانية أو عقار الانترفيرون المستخدم في علاج الفيروسات الكبدية.

وعلاج النحافة يختلف بشكل كبير عن علاج السمنة، فالشخص الذي يعاني من زيادة في الوزن يمكنه باتباع بعض أنواع الريجيمات والأنظمة الغذائية الصحية وممارسة التمارين الرياضية أن يفقد بعض من وزنه الزائد، بعكس الشخص النحيف الذي يكون معدل حرق السعرات الحرارية به عالي، وبالتالي يقوم بحرق كميات الغذاء بشكل أسرع. وأهم أساليب مكافحة النحافة تتمثل في التخلص من الأمراض العضوية والنفسية التي يعاني منها الشخص النحيف والابتعاد قدر الإمكان عن الضغوط النفسية والمشكلات التي تُضعف الشهية وبالتالي تُنقص الوزن، مع إمكانية استشارة الطبيب لإمكانية تناول بعض الأدوية التي تساعد على فتح الشهية.

وتناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية تعتبر من أسرع الطرق للتخلص من النحافة عن طريق تناول الأطعمة التي يكون معدل السعرات الحرارية بها أكثر مما يحتاجه الجسم خاصة الموجودة فى بعض الفواكه مثل الموز والبلح والتين والمشمشية. ويمكن علاج النحافة أيضًا عن طريق الابتعاد عن تناول بعض الفواكه والخضروات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الماء والمتمثلة في البطيخ والعنب والبرتقال واليوسفي والخضروات أيضًا مثل الخيار والكوسة.

الحرص على تناول الشوربات الساخنة الغنية بالكريمة واللبن كامل الدسم مثل القهوة أو الكاكاو أو الحلبة أو السحلب الى جانب الحرص على تناول العصائر المغذية والمخبوزات والأنواع المختلفة من المكسرات فكلها مشروبات وأطعمة تساعد على علاج النحافة واكتساب الوزن. يمكن أيضًا للشخص الذي يعاني من النحافة أن يزيد من عدد الوجبات التي يتناولها يوميًا أو الكميات التي يتناولها الى جانب إضافة المخللات والكاتشب والمايونيز كونه يساعد على زيادة الوزن بالإضافة الى الإكثار من تناول الأعشاب والتوابل والبهارات التي تساعد على فتح الشهية مثل الزعتر أو القرفة أو الروز ماري.

تناول كميات كبيرة من البروتينات تعتبر خطوة هامة في طريق علاج النحافة والتي تتمثل في اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان وزيت الزيتون والذرة وعباد الشمس وبذرة الكتان والسمسم والزبدة والابتعاد نهائيًا عن مختلف أنواع السمن الصناعي. وقد يظن البعض أن ممارسة التمارين الرياضية وسيلة الشخص لإنقاص وزنه فقط، ولكنها أيضًا تعتبر أحد أهم طرق علاج النحافة عن طريق ممارسة التمارين التي تساعد على زيادة الكتلة العضلية فى الجسم خاصة تمارين كمال الأجسام والتي تساعد على فتح الشهية بشكل كبيرة.

يعتبر النوم بعد تناول الطعام أحد أساليب علاج النحافة واكتساب المزيد من الوزن الى جانب الإكثار من تناول الحلويات والسكريات والجبن بمختلف أنواعها وتناول الطعام بسرعة لأن المخ يرسل إشاراته العصبية للشعور بالشبع بعد 20 دقيقة من تناول الطعام، ولذلك إذا كنت تتناول طعامك ببطئ فإنك سوف تشعر بالشبع بسرعة دون أن تعطي جسمك ما يحتاجه من بروتينات وفيتامينات.