المطرب العراقي ناظم الغزالي .. قصة كفاح لم تدم طويلًا

مجلة أصحابي . أخبار المشاهير 1382 لاتعليقات

لم تمنعه الظروف الصعبة التي نشأ فيها في أن يكون واحدًا من أشهر الفنانين العراقيين إنه المطرب العراقي ناظم الغزالي

ولد المطرب العراقي ناظم الغزالي، في بغداد في منطقة الحيدر، سنة 1921، يتيمًا، ولسوء ظروفه التي تربى فيها، وبسبب الفقر الذي كان يعاني منه، فكان من الصعب جدًا أن يُكمل تعليمه، خاصة بعدما ازداد الأمر سوءًا بعد وفاة والدته، وتولي خالته مسئولية تربيته.

التحق المطرب العراقي ناظم الغزالي بمعهد الفنون الجميلة، ودخل قسم المسرح، ولكنه فشل في الاستمرار في تعليمه لفقره الشديد، الأمر الذي جعله يترك دراسته بالمعهد ليعمل مراقبًا في مشروع الطحين بأمانة العاصمة.

كان قوي الإرادة، فلم تمنعه ظروفه الصعبة من تحقيق حلمه في دراسة الفن وقراءة كل ما يرتبط به، كما كان يستمع إلى العديد من المطربين العظماء أمثال: أم كلثوم، فريد الأطرش، عبدالحليم حافظ، والموسيقار محمد عبد الوهاب، وزادته أغانيهم طموحًا وإصرارًا على إكمال طريقه الذي أراده رغم ظروفه النفسية والمادية الصعبة، حتى عاد للمعهد مرة آخرى وأكمل دراسته.

تزوج المطرب العراقي ناظم الغزالي من المطربة العراقية سليمة مراد في 1953، فأثارت قصة حبهما وزواجهما دهشة الكثير وقتها، نظرًا لأن سليمة تكبر غزالي بـ10 سنوات، وشاركته زوجته في إحياء العديد من الحفلات الغنائية في لندن وباريس وبيروت، حيث أحيا في بيروت وحدها أكثر من 35 حفلة. هذا وقد غنى المطرب العراقي ناظم الغزالي لمجموعة من أفضل الشعراء أمثال إيليا أبو ماضي، أحمد شوقي، وأبي فراس الحمداني، ولغيرهم من كبار شعراء العرب.

ومن أجمل أغاني المطرب العراقي ناظم الغزالي: يا أم العيون السود، فوق النخل، خايف عليها، حياك بابا حياك، طالعة من بيت أبوها، أي شئ في العيد، عيرتني بالشيب، وعلى خدها خال. وتميزت أغاني المطرب العراقي ناظم الغزالي بالخروج عن النمط التقليدي، فاشتملت على التوزيعات الموسيقية، اتسمت بالتعدد في استخدام الآلات الموسيقية، وكذلك إدخال بعض الآلات الغربية، الأمر الذي جعل أغانيه سهلة الحفظ والتداول، وأصبحت تسري على لسان الإنسان البسيط، لحبه لألحانها وكلماتها.

كما كانت للظروف الصعبة التي مر بها المطرب العراقي ناظم الغزالي دورًا كبيرًا في أغانيه، حيث غلب عليها الطابع الدرامي ونبرة صوته الأكثر حزنًا، ليتضح في أغلب أغانيه مدى قسوة الظروف التي نشأ وسطها. وفي أكتوبر 1963، توفى “غزالي”، حيث كانت آخر أغانيه التي قدمها قبل وفاته هي أغنية “يا أم العيون السود”، والتي غناها ضمن فيلم “مرحبًا أيها الحب”، بمشاركة الفنانة نجاح سلام، ليسقط بعد ذلك “غزالي” مغشيًا، ليفارق بعدها الحياة. وأعلنت بعد ذلك إذاعة بغداد خبر وفاة المطرب العراقي ناظم الغزالي بعدما قطعت البث، ليصاب العالم كله بالحزن الشديد.

يذكر أن إذاعة بغداد كانت لا تقطع البث إلا في حالة إذاعة أي أخبار عن الانقلابات العسكرية، ولكنها هذه المرة قطعت البث، وأعلنت خبر الوفاة لتُحدث انقلابًا في نفوس كل مواطني العالم العربي.

تعقيب من موقعك.

أترك تعليق


جرب نسيج الآن ...

مجلة أصحابي

مجلة أصحابي هي مجلة منوعة تهدف الى جمع أكبر عدد ممكن من المقالات والمواضيع المتميزة التي تهم الشباب والشابات. يمكنكم ارسال مشاركاتكم واضافاتكم الى موقعنا في أي مجال يهمكم.