وقالت غارديان إن العمران في دبي لا يتوقف، “فجولة في أرجاء المدينة تؤكد أن التطور فيها متقدم، ولهذا السبب، يستبعد كثيرون عنها سمة المدينة الاصطناعية التي تفتقد إلى النسيج الحضري، ففي وسع المرء أن يرى بأم عينه مشهدًا حضريًا في الأزقة التقليدية ببر دبي وديرة إلى ساحة بني ياس العالمية وشارع الشيخ زايد، ومنطقة وسط المدينة حول برج خليفة والمرسى، يرسم صورة تقليدية ونمطية لمدينة مخصصة للأغنياء فقط”.

ويضيف تقرير غارديان أن الصحراء المحيطة بدبي تجعل منها مكانًا فريدًا، وكأن المدينة تولد من رحم من الصحراء. ومن بين المباني التي تجمع بين الحداثة والتاريخ، مركز التجارة العالمي، أو برج راشد، الذي كان في سبعينيات القرن الماضي ينتصب خارج دبي، مطلًا على الطريق الصحراوي، وصار جزءًا من مجمع مركز المؤتمرات، بتصميم عمراني مميز يرسم سمات فريدة في منطقة  تزدان بالأبراج الشاهقة.

وبرج راشد، الذي صممه البريطاني جون هاريس، يستحضر التاريخ بواجهته العميقة، مؤلفًا مع أبراج الإمارات وبرج خليفة ثلاثية أبراج تؤرخ لتطور المدينة.

وبحسب غارديان، دبي مدينة نظيفة حسب المعايير العالمية، والمترو فيها يحظى بشعبية عالية. كما هناك جزء من المدينة يقع على امتداد منطقة الخور، ومنطقة البستكية التقليدية، حيث يمكن سماع هدير محركات زوارق تدعى “العبرة”، تنقل الناس من جانب إلى آخر، وسماع هديل الحمام وهدير الأمواج، وصدى تنافر اللغات المختلفة.

وهذا مشهد رائع ليس موجودًا إلا في دبي.

قالت غارديان إن دبي تعافت من تداعيات الأزمة المالية العالمية في العام 2008، مؤكدة على مرونتها القوية، وبروزها على المسرح العالمي في تسعينيات القرن الماضي لم يكن وليد الصدفة أو حدثًا عابرًا.

وهذا التعافي كان الأساس الذي تبنى عليه الخطوات المستقبلية، إذ قال تقرير لرويترز إن رؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الهادفة إلى تحويل دبي إلى عاصمة للاقتصاد العالمي، أكسبت قطاع الاقتصاد الإسلامي سريع النمو أهمية كبرى، وألقت عليه ظلالًا جديدة، مضفية عليه صدى مختلفًا.

تقرير رويترز يحمل عنوان “هل تستطيع دبي أن تصبح عاصمة للاقتصاد الإسلامي؟”. سؤال تتولى هي نفسها الاجابة عنه، قائلة إن دبي تتمتع بمكامن قوة تجعلها أهلًا لتبوؤ هذه المكانة، بالرغم من تحديات لا بد من التصدي لها ومعالجتها بحذر.

وتكمن مكامن قوة دبي في رؤية الشيخ محمد بن راشد، لأن الاقتصاد الإسلامي واحد من أكثر الشرائح ابتكارًا في الاقتصاد العالمي. وحقيقة إطلاق هذه المبادرة بحماس على أعلى مستوى حكومي يمنحها قوة ومصداقية.

وبحسب رويترز، محور مكامن القوة الثاني هو الوسيلة والإيمان، فدبي أثبتت قدرتها على معالجة التحديات المالية والعمل في مشروعات البنية التحتية الضخمة.

وتقول رويترز أن الخريطة الاقتصادية العالمية تتركز الآن على منطقة الباسيفيكي، ما يجعل من دبي عاصمة إقليمية، وحاضرة لآسيا، وربما عاصمة تجارية لإفريقيا، فموقعها يجعلها أسهل وصولًا إلى ماليزيا من أوروبا، وأسهل وصولًا إلى مسلمي أفريقيا ودول المشرق والاتحاد الروسي وآسيا.

كما أن الاقتصاد الإسلامي لا يخص العالم الإسلامي وحده، لأنه شريحة صناعية عالمية. وقد تمكنت دبي من الجمع بين الثقافتين الشرقية والغربية، ما جعل من الممكن تنفيذ الأعمال الاقتصادية والتجارية بسهولة أكثر من جيرانها.

وقالت صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية إن دبي وجهة عالمية جاذبة للسياح، لأنها توفر خيارات ترفيهية جمة للإجازات العائلية. وأضافت الصحيفة أن دبي فاتنة بشرقيتها التقليدية، وجميلة بتقنيتها الحديثة، وجذابة بمنتجعاتها الفندقية، أجواؤها الخارجية استثنائية بمياهها الدافئة والهادئة، وبشواطئها الخاصة المبهرة.

ودبي هي المكان الذي يجمع فيه المرء بين العطلة المشمسة ومشاهدة كأس العالم عبر شاشات ضخمة في أنحاء المدينة. ومن أجمل المناظر في المدينة، برج خليفة، أعلى مبنى في العالم، حيث تتمتع الغرفة في الطابق 124 بمشهد عام للصحراء والبحر.

وتواصل دبي نموها كوجهة عالمية، وهي وجهة لا يمكن تفويتها بوجود خيارات الإقامة والطعام والمغامرات والوجهات العائلية.

وقال موقع “لايت سبيد ترافيلز” : “بالرغم من أن اقتصاد دبي بني على صناعة النفط، فإن النموذج التجاري للإمارة ساهم في دفع عجلة اقتصادها قدمًا، فيما ترتكز مصادرها الأساسية الآن على السياحة والعقار والخدمات المالية أسوة بما حدث في اقتصادات الدول الغربية”.