إن الحياة الزوجية هي علاقة مقدسة بين شخصين نصت على أهميتها وقداستها جميع الأديان السماوية، مُحددة حقوق الزوجة على زوجها وحقوق الزوج على زوجته وتفاصيل العلاقة الصحيحة التي تقود لحياة سعيدة.

“وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، إن الحياة الزوجية هي مشاركة بين الطرفين يجب وأن يعلم كلاهما كيف يتعامل مع الطرف الاّخر، وكيف يقيمون حقوق بعضهما لكي يعيشوا حياة زوجية سعيدة، ويتشاركون في هذه السعادة وتربية أولادهم، كما أن حقوق الزوجين هي فرض من كلاهما على الاّخر، وليكن موضوع حديثنا اليوم هو حقوق الزوجة على زوجها ، وكيف يتعامل معها ويفي بحقوقها.

ومن حقوق الزوجة على زوجها والتي تقودهم إلى حياة زوجية سعيدة وهادئة..

1- المودة والرحمة، وهي ما أوصى بها الله في كتابة كي تجتمع العلاقات عليه، ويجب أن يعامل الزوج زوجته برحمه وبطريقة حسنة، لا يكون حادًا معها أو قاسيًا عليها.

2- الحب، فمن حقوق الزوجة على زوجها أن تنعم في بيته بالحب، يجب وأن يشعرها انه يحبها دومًا وانها جزءًا مهمًا في حياته، فالعلاقات التي تنعم بالحب هي تلك التي يعيش أفرادها سعداء.

3- الإحترام، فيجب على الزوج أن يحترم زوجته ولا يهين كرامتها، فالعلاقات كرامة ولا يجب ان يفقدها كرامتها او يجرحها ويهينها لأي سبب، بل يجب وان يكون الاحترام شيء متبادلًا بينهم، وتدوم العلاقة الجيدة والحب بينهم.

4- ومن حقوق الزوجة على زوجها أن لا يضربها نهائيًا، فهذا ما يفقدها شعورها بالأمان في بيتها، ويجب أن تنعم الزوجة بالأمان في بيتها ويكون زوجها هو ملجأها من المخاوف والصعوبات، وليس هو من يرهقها ويأذيها جسديًا وبدنيًا بالضرب أو الإيذاء.

5- المشاركة، فيجب أن يشارك الزوج زوجته في قرارته، فالحياة مشاركة لا مغالبة، وليس الرجولة في إجبارها على تنفيذ رغباته دون النظر إلى مطالبها وإلى ما تريد هي، بل يجب وأن يراعي الزوج أثناء اتخاذه للقرارت الا تكون مفاجأة بالنسبة لها، بل يجب وأن يتشاركا سويًا في صنع القرارت التي تخص حياتهم ويعملوا سويًا على تحقيق ما هو أفضل كي تكون الحياة سعيدة، فمن حقوق الزوجة على زوجها ان يشاركها بما يتعلق بحياتهم.

6- ومن حقوق الزوجة على زوجها أيضًا أن يبادلها الكلمة الطيبة، فإن كانت الكلمة الطيبة للغرباء صدقة، فما بالك بالزوجة وام الأولاد، فالكلمة الطيبة هي مغزى الحب والحياة الدافئة.

7- أن يقودها وأولاده إلى الاعمال الخيرة، وإلى ما يصلح حالهم ومجتمعهم، فيأخذهم للصلاه ويرسخ فيهم العادات الصحيحة السليمة، وان يرعى الله فيهم.

8- كما يجب أن يلبي احتياجتها، فلا يجب وأن يهمل الزوج حاجات زوجته، بل إن من حقوق الزوجة على زوجها ان تنعم بما تريد طالما في حدود قدرته على ذلك، فلا يجب أن يكون الرجل بخيلًا على زوجته واهل بيته، بل أنه عليه أن يحرص على راحتهم ونعيمهم في خيره.

10- الإهتمام، يجب أن يهتم الزوج بزوجته ويستمع إليها فهي ليست عنصر مكمل في البيت بل إن لها حقوق يجب أن يراعيها الزوج وأن يتهم بكل كبيرة وصغيرة تخصها، ويلاحظ تقلبات مزاجها ويصبر عليها.

11- الزوجة بطبعها عصبية ومزاجية لكونها تتعرض لأيام مُتعبة من كل شهر نتيجة تقلبات واختلافات هرمونات جسمها، لذلك يجب وأن يراعي الزوج ذلك، فمن حقوق الزوجة على زوجها أن يعمل على راحتها، كما تريحه هي في أيامٍ كثيرة وتسهر على راحته وراحة أولاده، فيجب أن يرعاها في مرضها ولا يكن متوترًا وغاضبًا منها بسبب ذلك.

12- كما يجب أن يهادي الزوج زوجته بين حين واّخر، فهدية بسيطة تعتبر تعبيرًا عن الحب، وتدخل السرور على قلب زوجته، وتعبر عن شكره وامتنانه لما تفعله وتقدمه هي من أجله، فقد قال الرسول تهادوا تحابوا، فما بالك بان تهدي زوجتك لتكسب حبها وودها ودعوتها.

13- مساعدة الزوجة، وتعتبر من حقوق الزوج على زوجها أن يساعدها في تربية أبناءهم وأعمال البيت، فهي ليست اّله من حديد، بل يجب عليه أن يساهم معها في أعمالها على الأقل ولو بالقليل والبسيط الذي يجعلها تحبه وتشعر بخوفه على صحتها وراحتها.

14- أن يكون الزوج على خلق في تعامله مع زوجته أمام الناس، لا يجب عليه ان يحرجها أو يجرحها بأي قول سوء أمام أحد.

هكذا يكون شكل الحياة الزوجية السعيدة، فكلما كانت مشاركة بين طرفين ومعاملة حسنة، كلما كانت هادئة دافئة يستطع من خلالها الطرفين العيش في حب وسعادة وأمان.