الزوجة الثانية.. حل أم مشكلة؟

مجلة أصحابي . عام 1068 لاتعليقات

الزوجة الثانية هي حلم الأزواج وكابوس الزوجات، ولكن هل تسائلنا ما الأسباب والدوافع التي دفعتها لتكون الزوجة الثانية؟

1

 

أباح الدين الإسلامي تعدد الزوجات ولكن اشترط في ذلك الضرورة والعدل بين الزوجات، كما جاء في قوله تعالى “وإن خفتم إلا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة”، في حين أن الدين المسيحي منع تعدد الزوجات.

ونلاحظ أن البعض يحمل الزوجة الثانية كل المشاكل التي تحدث بين الزوج وزوجته الأولى، حتى إذا كانت هذه الزوجة هى السبب في دفع زوجها الى الزواج من أخرى بسبب طريقة تعاملها معه أو قلة احترامها له أو عدم إشباع رغباته العاطفية أو الجنسية التي قد تدفعه الى أحضان امرأة أخرى.

ونحن هناك ليس في موضع المحامي عن الزوجة الثانية أو تبرير تعدد الزوجات، ولكن نحاول أن نحلل الأسباب والدوافع التي تجعل الزوج يتزوج من أخرى والتي ربما تكون ناتجة بسبب سوء اختياره لزوجته الأولى والتي لم يجد التفاهم معها أو حتى فشل في حبها أو تحولت حياتهما معًا الى حياة روتينية مملة لا مكان في الحب بها وهو ما يدفعه الى البحث عن الحب مع امرأة أخرى.

وقد يلجأ الزوج الى الزوجة الثانية بسبب رغبته الملحة في أن يكون أبًا والتي لم تتحقق مع زوجته الأولى لوجود أسباب طبية تمنعها من ذلك، وفي هذه الحالة يكون الزواج من أخرى مبرر من هذا الرجل. ولكن ما نسعى الى مناقشته حقًا هى الأسباب التي قد تدفع المرأة أن تقبل أن تكون الزوجة الثانية والتي تنقسم الى أسباب معنوية وأخرى مادية، فقد تدفعها ظروفها المادية الصعبة الى قبول الارتباط برجل متزوج أو نتيجة أسباب أخرى، ولذلك فهي ليست الساحرة الشريرة التي تظهر في مسلسلات الكرتون، بل ربما تكون مجني عليها في بعض الأحيان.

العنوسة تمثل أحد أهم أسباب قبول المرأة بأن تكون الزوجة الثانية، فأغلب المجتمعات العربية تعاني من العنوسة خاصة بين الفتيات وهو ما قد يدفع المرأة الى القبول برجل متزوج خشية أن يفوتها قطر الزواج كما يقول المثل الشعبي. وربما يكلف حلم المرأة أن يكون لها بيت وزوج وأبناء أن ترضى أن تكون الزوجة الثانية، حيث أن الغالبية الساحقة من الفتيات يفضلن الزواج من رجل متزوج بأخرى على العنوسة الكئيبة ، بل إن بعضهن فضلت أن تكون حتى زوجة ثالثة أو رابعة على البقاء في أسر العنوسة.

وقد يدفع خوف المرأة من الإصابة ببعض الأمراض أن تقبل أن تكون الزوجة الثانية، حيث يرى الكثير من أطباء النساء والتوليد أن عدم الزواج أو تأخيره يعرض المرأة للإصابة بأمراض الثدي أو سرطان الرحم أو الأورام الليفية أكثر من المتزوجة. فالخوف من الوحدة والاكتئاب والقلق قد تعرض المرأة غير المتزوجة الى الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية والعضوية مثل الصداع النصفي و ارتفاع ضغط الدم والتهابات المفاصل وقرحة المعدة والإثنى عشر والقولون العصبي واضطرابات الدورة الشهرية وسقوط الشعر والانحراف الخلقي وهو ما قد يضطرها الى قبول أن تكون الزوجة الثانية.

وهنا يمكن القول أن الزوجة الثانية قد تكون حلا لبعض المشاكل الاجتماعية في المجتمع أو تحافظ على علاقة الزوج بزوجته الأخرى أو تحمي نفسها من الانحراف.

 

أترك تعليق


جرب نسيج الآن ...

مجلة أصحابي

مجلة أصحابي هي مجلة منوعة تهدف الى جمع أكبر عدد ممكن من المقالات والمواضيع المتميزة التي تهم الشباب والشابات. يمكنكم ارسال مشاركاتكم واضافاتكم الى موقعنا في أي مجال يهمكم.