إعلاميات ينافِسْن ممثلات السينما والتلفزيون
بدأ عالم التمثيل في بلداننا العربية يستقبل أكثر فأكثر إعلاميات لم يسبق لهن أن شاركن في عمل تلفزيوني أو سينمائي، والكثيرات من هؤلاء يذهبن مباشرة إلى دور البطولة في المسلسلات والأفلام. والقوة التي تدفعهن، في الغالب، إلى هذه المواقع هي قوة المنتج الذي يميل في اختياره لهؤلاء إلى الناحية الجمالية أكثر من ميله إلى الناحية الفنية. وهذا لا يعني أنَّ جميع الاعلاميات اللواتي ينخرطن في مجال التمثيل لا موهبه لديهن، بل إن عدداً منهن درسن فن التمثيل في السابق، وأخريات أثبتن نجاحهُن عن جدارة.
نقابل عدداً من هؤلاء الإعلاميات وتتعرَّف إلى ظروف انتقالهن إلى عالم التمثيل، وتستعرض جوانب من تجاربهن مع بعض المواقف والآراء حول هذا الموضوع.
رزان مغربي: الإعلام مملكتي الأولى وجعلني أكثر تلقائية
بدأت الفنانة رزان مغربي مشوار النجومية من طريق الإعلام، حيث قدّمت العديد من البرامج الفنية والمنوعات والمسابقات قبل أن تنطلق إلى عالم التمثيل والغناء في مصر والوطن العربي. ورغم نجاحها في الفن، لم تترك رزان الإعلام كما فعلت بعض المذيعات، بل قررت التوفيق بين المجالين.
رزان تحدثت عن أثر الإعلام في حياتها، والخبرات التي اكتسبتها من خلال عملها فيه، قائلة: «لا أستطيع الابتعاد عن الإعلام، لأنه مملكتي الأولى وعائلتي الكبيرة ورصيدي الأول، فكيف يمكنني التخلي عنه بسهولة وتركه من أجل التمثيل! الإعلام يجعلني أكثر قرباً من الجمهور، لأنني ببساطة أسهر معهم ولا أدخل منازلهم عبر شاشات تلفزيوناتهم فقط، بل أغزو قلوبهم أيضاً. الإعلام جعلني واحدة من عائلة جمهوري».
وتضيف: «الإعلام لم يقرّبني من الجمهور فقط، بل اكتسبت من خلاله خبرات عديدة لا يمكن الاستهانة بها، وأفادتني كثيراً في التمثيل والغناء. فالإعلام جعلني أكثر تلقائية، وأكسبني مزيداً من الثقة في النفس، وأبعدني تماماً عن التصنّع والزيف، فالإعلام يكمل الفن والعكس أيضاً، والمجالان جزء من شخصيتي وحياتي، لذا لا يمكنني أن أترك أحدهما على حساب الآخر».
إنجي علي: التقديم التلفزيوني لم يفدني كممثلة
أما الإعلامية إنجي علي التي اقتحمت مجال التمثيل من خلال أعمال سينمائية ودرامية عدة، أهمها فيلما «أحلام الفتى الطائش» و«الألماني»، فتؤكد أن عملها كمذيعة ومقدمة لبرامج فنية لم يساعدها في مجال التمثيل، وتقول: «الإعلام لم يفدني في التمثيل على الإطلاق، ولا علاقة بين المجالين كما يظن البعض، ففي الإعلام أكون إنجي علي، وأتعامل على طبيعتي طوال الوقت، وأحاور ضيوفي بأسلوبي الخاص، كما لا أتردد في الكشف عن آرائي الخاصة، على عكس التمثيل الذي يتطلب مني تقمص شخصية بعيدة تماماً عن شخصيتي، كذلك فإن التعامل مع الكاميرا مختلف تماماً في الإعلام والتمثيل».
وتضيف: «ما يجب توضيحه، أن التمثيل يعتمد في المقام الأول على الموهبة، فالمذيعة التي لا تمتلك موهبة التمثيل أنصحها بعدم استغلال شهرتها وطرق باب هذا المجال، فإذا كان الإعلام يعتمد على الدراسة والتدريب والجرأة، فالتمثيل أساسه الموهبة».
وتتابع إنجي علي حديثها قائلة: «لم أستغل يوماً مكانتي في الإعلام للاتجاه إلى التمثيل، فمشاركتي في الأفلام جاءت من طريق الصدفة، ولم أكن أخطط للأمر، لكن في النهاية لا يمكنني الابتعاد عن التمثيل أو الإعلام، لأن لكل منهما مكانة خاصة في حياتي».
نجلاء بدر: لا أشعر بالرضا عن حال الإعلام المصري
حققت الفنانة نجلاء بدر في السنوات الأخيرة نجاحاً كبيراً في السينما والدراما، وابتعدت تماماً عن الإعلام طوال هذه الفترة، إلا أنها نفت لنا اعتزالها الإعلام، مؤكدةً: «لا أنكر أن التمثيل أصبح من أهم أولوياتي، لكنه ليس السبب في ابتعادي عن الإعلام، فأنا لا أشعر بالرضا عن حال الإعلام المصري، وأرى أن ما تقدمه غالبية برامج «التوك شو» مهزلة بكل المقاييس، ولا يمكنني أن أشارك فيها أو أساهم في تضليل العقول وإحداث فتنة بين الشعب من خلالها».
وتضيف: «لعملي في الإعلام دور مهم في النجاح الكبير الذي حققته أخيراً، فالإعلام زاد من ثقافتي وعزز ثقتي بنفسي وكسر لدي حاجز الخوف من أي شيء في الحياة».
وتتابع: «رغم أن التمثيل من أولوياتي، لكنني لن أبتعد عن الإعلام لأنه بيتي الأول، وحلم حياتي منذ طفولتي أن أكون مذيعة، ومن المستحيل أن أتخلى عن هذا الحلم. وعلى أي حال أنا سعيدة بظاهرة تحوّل الإعلاميين إلى التمثيل، فالكثير من المذيعات نجحن كممثلات، والعكس صحيح، فهناك ممثلات نجحن في التقديم التلفزيوني، ومنهن هند صبري وميرفت أمين ودلال عبدالعزيز».
شيرين الطحَّان: عملي كمذيعة جعلني أكثر جرأة في التمثيل
«التمثيل لم يعق عملي كمذيعة»، بهذه الكلمات بدأت الفنانة شيرين الطحَّان حديثها، مؤكدة أن نجاحها في الدراما من خلال مشاركتها في مسلسلات عدة، أبرزها «السبع وصايا» و«مريم» و«اسم مؤقت»، لم يمنعها من مواصلة عملها كمذيعة.
وتقول: «هناك خط رفيع للغاية يفصل بين التمثيل والإعلام، فالمجالان مختلفان، لكن العمل في الإعلام جعلني أتمكن من الوقوف أمام كاميرا الدراما من دون خوف، فالإعلام كسر هيبة الكاميرا كما يقولون».
وتضيف شيرين الطحان: «التمثيل له صعوباته وكذلك الإعلام، لكنني أسعى إلى التوفيق بينهما، ولا أتمنى أن يأتي يوم أعتزل فيه الإعلام من أجل التمثيل، لأنني أرغب في الجمع بينهما».
هند رضا: مي عز الدين وراء دخولي مجال التمثيل
أما المذيعة هند رضا، التي اتجهت أخيراً إلى التمثيل من خلال مشاركتها في مسلسلات عدة، أبرزها «دلع بنات» و«مريم» و«حالة عشق»، فتؤكد أن الإعلام لم يكن بالنسبة إليها وسيلة للوصول إلى التمثيل، وتقول: «تمنيت أن أصبح مذيعة منذ طفولتي، لكنني لم أتخيل أن يأتي يوم أكون فيه ممثلة، بل يمكنني القول إن دخولي هذا المجال جاء من طريق الصدفة، وعندما تلقيت عرضاً للمشاركة في مسلسل «دلع البنات» تردّدت كثيراً وشعرت بالخوف من هذه الخطوة، إلا أن مي عز الدين التي لعبت دوراً في ترشيحي إلى هذا العمل، شجعتني على الموافقة عليه».
وتضيف: «يجب أن أعترف بأن امتلاكي صداقات عدة في الوسط الفني قد حمسني كثيراً على التمثيل، ففي الكثير من الأوقات كنت أزور أصدقائي الفنانين في مواقع التصوير، ومنهم أحمد السقا وإيمي سمير غانم ومي عز الدين، فهم من أكثر الفنانين الذين شجعوني على التوجه الى التمثيل».
وتتابع: «رغم ازدياد العروض الدرامية التي أتلقاها، لكنني لا أريد ترك مجال الإعلام، لأنني أعشق الراديو الذي أهّلني لأصبح ممثلة، بعدما كسر حاجز الخوف لدي وعلمني كيفية تلوين الكلام وخروج النفس بشكل صحيح أمام الكاميرا».
الناقد طارق الشنَّاوي: الجمع بين التقديم التلفزيوني والتمثيل خطأ كبير
يقيّم الناقد طارق الشنَّاوي ظاهرة تحول المذيعات إلى التمثيل، مؤكداً أنها ليست ظاهرة جديدة، ويقول: «نجوى إبراهيم ومنى جبر من أشهر المذيعات اللواتي اتجهن إلى التمثيل وحققن نجاحاً فيه، فالظاهرة ليست جديدة، لكنني أطلب من المذيعات اللواتي اتجهن أخيراً إلى التمثيل أن يحددن موقفهن ويخترن مجالاً واحداً، فالجمع بين الإعلام والتمثيل خطأ كبير».
ويضيف:«نجلاء بدر من أكثر المذيعات اللواتي تمكنَّ من لفت الأنظار إليهن في الفترة الأخيرة، فهي قدمت دوراً مهماً للغاية في فيلم «قدرات غير عادية»، وأؤكد أن ليس بالضرورة أن تكون المذيعة الناجحة ممثلة متميزة، فلا علاقة بين التمثيل وأي مجال آخر، والأمر نفسه ينطبق على الغناء. ورغم أن عمرو دياب مطرب ناجح ونجم عالمي، إلا أنه ممثل فاشل، ولذلك أنصح المذيعة التي تجد في نفسها موهبة التمثيل أن تركز عليه فقط».
في سورية: التجربة لا تزال محدودة بالقياس إلى باقي البلدان العربية
ريم معروف: أحببت الإعلام ولم أفكر في التمثيل إلى أن جاءت الفرصة
في سورية، لا تزال تجربة الانتقال من الإعلام إلى التمثيل أو الجمع بين هذين الأمرين تجربة خجولة، ولم تتعدّ الحالة أو الحالتين… ولعل الإعلامية ريم معروف هي الحالة الأهم في سورية حالياً… فبعد تقديمها عدداً من البرامج الفنية والاجتماعية، بتنا نراها أمام الكاميرا في أبرز الأعمال الدرامية…
التقينا الفنانة والإعلامية ريم معروف فحدّثتنا عن قرارها دخول عالم الفن في الحوار الآتي:
– كيف بدأت العمل في الإعلام، ولماذا اخترت هذا المجال تحديداً؟
اختياري العمل الإعلامي لم يكن وليد اللحظة، فقد بدأت رحلتي منذ الطفولة، حيث كنت بارعة في مجال الفصاحة والخطابة، وقدمت الكثير من الحفلات المدرسية إلى أن وصلت إلى الجامعة وأصبحت أمام خيارين أحبهما، فإما كلية الإعلام أو المعهد العالي للفنون المسرحية، واخترت الإعلام بعد استشارة عائلتي، ولا أزال أمارس هذه المهنة التي أعشقها كثيراً.
– كيف جاء التحوّل من الإعلام إلى التمثيل؟
التمثيل موهبة، وكنت أتمنى صقلها بالدراسة، إلا أنني لم أستطع ذلك لدراستي الإعلام، ولكن عملي في الوسط الفني واطلاعي على ما يدور في الكواليس كوّنا لدي صورة لا بأس بها، وفي الحقيقة أخذني الإعلام ولم أفكر بالتمثيل إلى أن أتت الفرصة.
– ما الذي أغراك في التمثيل: الشهرة أم الحلم القديم؟
أغراني الحلم القديم والشهرة معاً.
– لماذا لم تدخلي مجال التمثيل منذ البداية؟
في البداية اخترت الإعلام، وانشغلت بتأسيس مكانة لي في هذا المجال.
– هل يمهد الإعلام الطريق إلى عالم التمثيل؟
ليس بالضرورة… ومن الممكن أن يخدم الاسم أو «الكاريزما» الخاصة بالممثل، وفي النهاية الإعلام والتمثيل مجالان مختلفان.
– هل حققت طموحاتك في الإعلام؟
بالفعل أنا راضية عما قدمته، لكن طموحي أكبر بكثير عربياً، إضافة إلى رأس المال الذي يقلب الموازين.
– هل العمل في القنوات السورية محدود مقارنة بالمحطات العربية الأخرى؟
هو محدود من حيث الإنتاج، وعدم استقبال الضيوف العرب لظروف الحرب القاسية، لكنْ فكرياً هناك فسحة جيدة جداً.
– هل عملت في الإعداد والإخراج إلى جانب التقديم، وما هي البرامج التي شاركت فيها؟
عملت في الإعداد الى جانب تقديم برامج: «دراما زوم»، و«بين قوسين» الاجتماعي، و«تفاصيل»… ومجموعة من السهرات الفنية، أهمها «تريو فن».
– ما العمل التمثيلي الأول الذي قدمته؟
ظهرت على الشاشة الصغيرة للمرة الأولى من خلال دوري كضيفة في سلسلة «صبايا»، ثم عملت في مسلسل «طوق البنات» بأجزائه الثلاثة.
– وما أوجه الاختلاف بين تصوير العمل الدرامي والعمل التلفزيوني؟
هناك اختلاف كبير بين التصوير التلفزيوني والبرنامج الإعلامي، فالعمل التلفزيوني يحتاج إلى التقنية، إلى جانب الموهبة والفطرة، وهذا يتطلب وقتاً… إضافة إلى تقديم شخصيات لا تشبهني والتقاط التفاصيل. لكن في الإعلام ربما تمثل قليلاً، كما يمكنك أن تنحاز أو تضيف وجهة نظرك، ومع ذلك فإن الجمهور يستطيع التمييز وإظهار انطباعاته.
– من الشخص الذي ساعدك في أول عمل درامي، وهل كنت فعلاً بحاجة إلى المساعدة؟
لم يساعدني أحد، وكل ما قدّمته كان بمجهودي الخاص.
– هل ترين أن دخول عالم التمثيل من باب العمل الإعلامي يسهّل تحقيق النجاح؟
هو يفيد في تحقيق اسم أو مكانة، إذ يجب الحرص على إثبات القدرات التمثيلية، وعدم الاستخفاف بها.
– ما هي طموحاتك الفنية والإعلامية؟
طموحاتي كبيرة وتنتظر الفرصة لتتحقق على أرض الواقع، فكنت في صدد التحضير لبرنامج عربي، لكننا اختلفنا على تحديد الأجر، هذا إعلامياً. أما فنياً، وبعد انتهائي من تصوير بعض الأعمال، فأدرس مشاريع جديدة.
– هل تبحثين حالياً عن فرصة عمل إعلامي أم فني؟
في الحقيقة أنحاز الى الفرصة الأفضل، فالإعلام كياني لكنه مشروط بالقيمة والطرح، والتمثيل ممتع لكنه يحتاج إلى جهد كبير…
الإعلاميات اللبنانيات والتمثيل
لا يكفي المجال الاعلامي لتقييم المذيعة ومدى جاهزيتها لخوض مجال التمثيل. ومع ذلك، فهناك مذيعات لبنانيات برزن على الشاشات واستطعن حجز مقاعد في قلوب من يشاهدون أعمالهن التمثيلية، فاستطاعت مذيعة الـMTV اللبنانية سابقاً ومقدمة برنامجي the Voice و the Voice kids إيميه صيّاح أن تقنع الجمهور بموهبتها في تجربتها الدرامية الأولى في مسلسل «وأشرقت الشمس» ولاحقاً في «سوا»… تعرف الجمهور إلى إيميه كمذيعة، لكنه لا يعرف أن التمثيل كان جزءاً من دراستها. والأمر نفسه ينطبق على المذيعة والممثلة بياريت قطريب التي خاضت أكثر من تجربة تمثيلية، وقد تعرف إليها الجمهور في البداية كمقدمة برنامج صباحي على شاشة «المستقبل» اللبنانية، إلا أن القطريب كانت قد درست التمثيل ولم تدرس الإعلام، الذي تمتهنه منذ تسع سنوات تقريباً. التحقت بالتمثيل المذيعة ستيفاني صليبا، إذ لعبت دور البطولة في مسلسل «متل القمر» المقتبس عن المسلسل المكسيكي «ماريمار»، وحصد العمل نسبة مشاهدة عالية على الرغم من الانتقادات الكثيرة التي وُجهت إلى أداء صليبا، والاعتراضات على اقتباس النص بحرفيته. كما انضمت إلى تأدية الأدوار التمثيلية المذيعة على قناة «المستقبل» كارين سلامة، فقدّمت عدداً من المشاهد في بعض الأعمال اللبنانية.
هنا تتحدث كارين سلامة عن تجربتها، ويتحدَّث مع الناقد محمد حجازي والصحافية فاتن حموي عن سبب خوض المذيعات مجال التمثيل وعما إذا كنَّ استطعن منافسة الممثلات المحترفات؟
كارين سلامة: لا منافسة بيننا وبين الممثلات
تشير مقدمة البرامج والممثلة كارين سلامة إلى أنها اتجهت إلى عالم التمثيل بناءً على طلب من المخرج فيليب أسمر بعدما عرض عليها دوراً صغيراً في مسلسل «قصة حب»، وتلفت إلى أن تجربتها الثانية كانت في مسلسل «الحرام». تقول سلامة: «على الرغم من تأديتي بعض الأدوار التمثيلية، إلا أن مهنتي الأساسية هي الإعلام والتقديم، ويأتي التمثيل في المرتبة الثانية بالنسبة إليّ لأنه بحاجة إلى التفرغ، كما أعاني مشكلة مع الوقت، فأنا متفرغة لأولادي ولعملي في التلفزيون». وتضيف: «لا أستطيع منافسة النجمات، إذ لا يمكننا أن نلغي سنوات خبرتهن بلحظة، لكن نجمات الدراما أثبتن أنفسهن. ومثلما لا يستطعن منافستنا في الإعلام، لا نستطيع نحن منافستهن في التمثيل». ورداً على سؤال حول اختيار بعض المذيعات للعب دور البطولة في أعمالهن الأولى، تقول كارين: «للأسف، هذه لعبة الانتاج ولعبة المنتجين، إلى جانب سياسة القنوات التلفزيونية التي تلعب دوراً ضد الممثل المحترف. نحن صورة عن البلد الذي نعيش فيه، سواء في الفن أو الإعلام أو السياسة وفي مختلف الميادين». وتلفت سلامة إلى أن لمجال التمثيل وهجه الخاص، وتتابع: «أنا في قناة المستقبل، وأعلم أن نسبة المشاهدين تتراجع منذ 11 عاماً، وهذه الأعوام «راحت من عمري»، لكنني لم أتلقَّ عروضاً جيدة لأترك القناة. أما في ما يتعلق بالدراما، فجمهورها أكبر من جمهور البرامج، وقد حصلت على بعض الأدوار عن طريق الصداقات والمصالح المشتركة، وذلك من خلال برنامجي Tele Star».
محمد حجازي: الجمال ليس شرطاً لنجاح الممثلة، ورأي النقّاد لا يؤخذ به!
يقول الناقد محمد حجازي أنه لا يمكننا أن نمنع أحداً من دخول مجال التمثيل، وكل من يريد أن يمثل فليفعل. ويتابع: «كنقّاد، نشيد بأداء الوجوه الجديدة والناجحة، وعندما تفشل نعبر عن آرائنا، إلا أن المنتجين لم يركنوا يوماً إلى آراء النقاد. مثلاً: ريتا حرب هي نموذج المذيعات اللواتي يملكن وجهاً مميزاً وتستحق أن تنال فرصتها، فهي تمتلك الموهبة وباستطاعتها متابعة الطريق». ويضيف: «إلا أن المنتجين أحرار في اختيارهم المذيعة أو الممثلة التي ستؤدي العمل، ونحن كنقّاد لا نستطيع تقييم أداء الممثل من عمله الأول أو الثاني، فإذا كان يمتلك كاريزما فسنكتب ذلك، وإذا لم ينجح فسنوجه إليه الانتقادات، إلا أن هذه الانتقادات لا تؤخذ على محمل الجد من المنتجين. وأخيراً بات يتم اختيار وجوه جميلة للعب أدوار رئيسة، بهدف جذب الجمهور، رغم أن هذه الشخصيات جامدة في طبيعتها». ويتابع: «ثمة جميلات لم ينجحن في التمثيل، وثمة ممثلات متواضعات الجمال أبدعن، فالجمال ليس شرطاً لنجاح الممثلة».
فاتن حموي: المنتجون يبحثون عن الوجوه الجميلة
تشير الصحافية فاتن حموي إلى أن دخول المذيعات ومقدمات البرامج إلى عالم التمثيل يأتي بناءً على فكرة العرض الذي يتلقينه من المنتجين، وبالتالي لا يمكننا أن نمنع أحداً من التمثيل. اذ أن التمثيل لا يشترط على الممثل أن يدرسه كاختصاص، وأعتقد أن الموهبة أساسية، فثمة ممثلون تركوا بصمة في التمثيل لكنهم لم يتخصصوا فيه. وتلفت حموي إلى أن دور المذيعة التي انخرطت في مجال التمثيل يأتي في مدى استفادتها من توجيهات المخرج وورش العمل التي عليها متابعتها. وتتابع: «بالنسبة إلى المنافسة، فلا أحد يستطيع أن ينافس ممثلاً محترفاً درس التمثيل ويملك خبرة واسعة في هذا المجال. نفتقر اليوم إلى إتقان التمثيل بالعيون، وتمتلك هذه الموهبة الممثلات: رولا حمادة وكارول عبود ونادين نسيب نجيم. وبتنا نشاهد أخيراً معظم الممثلات يمثلن بلا ملامح في وجوههن. كما أن التمثيل بحاجة إلى إدارة ممثل، وفي لبنان لا يوجد سينوغرافيا حقيقية. أما المنتجون فيبحثون عن الوجوه الجميلة، وبالطبع عندما يختارون مذيعة لتقوم بدور ما وهي لم تختبر التمثيل سابقاً، يتم اختيارها بناءً على شكلها. ولكن ماذا بعد هذه الفرصة التي حازتها هذه المذيعة؟ وهل كرّستها نجمة؟!
وتقول أخيراً: «متابعة عمل لا تعني أن عناصره الفنية مكتملة وجيدة، فهناك العديد من الأعمال التي تشوبها مشاكل جوهرية في التمثيل والإخراج، ومع ذلك تتم متابعتها، إذ ليس كل أمر لافت يكون دليلاً على أن عناصر العمل مكتملة، بالإضافة إلى أن عرضه على الشاشات التلفزيونية يُدخله إلى بيوت الناس. وأعتقد أن قلّة من المخرجين أو المنتجين هم الذين يأخذون وقتهم لاختيار ممثل يؤدي الدور المرجو باحترافية، كما أن محبة الناس ليست معياراً لصوابية العمل».
تعقيب من موقعك.