العلماء يكتشفون لأول مرة حقولاً مغناطيسية في قلب مجرة درب التبانة
لأول مرة يكتشف الفلكيون مجالات مغناطيسية خارج أفق الثقب الأسود الذي يتوسط مجرتنا درب التبانة.
وهذا الاختراق يعطي نظرة جديدة للعلماء حول كيفية تكون الثقب الأسود في الفضاء الخارجي.
فقد وجد العلماء في الدراسة الجديدة إن مركز المجرة به هياكل ضخمة تشبه المحركات التي تعمل بطاقة المجالات المغناطيسية، لتحويل هذه الطاقة إلى إشعاعات، مُرسلة إياها على شكل انفجارات قوية تمتد لآلاف من السنوات الضوئية في الفضاء الخارجي.
قبل هذا الكشف العلمي كان الباحثون يطلقون فقط نظريات حول وجود مثل هذه الحقول المغناطيسية، وحول كيفية عملها، ولكن لم يكن أحد منهم قادرا على اثبات وجودها بشكل قاطع، بل كان الأمر لا يعدو كونه مجرد فرضيات وتنبؤات نظرية.
إلا أن الباحث الرئيسي في الدراسة الأخيرة Shep Doeleman، مساعد مدير مرصد Haystack التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يقول: “إن البيانات التي توفرت لدينا حاليا تضع نهاية لعقود طويلة من العمل النظري، وتحط بنا على أرضية صلبة من الرصد الحقيقي”.
وقد تم الكشف عن هذه الحقول المغناطيسية باستخدام التلسكوب Event Horizon Telescope، الذي يمثل شبكة عالمية من التلسكوبات اللاسلكية المترابطة لتعمل جميعها بمثابة تلسكوب عملاق في حجم كوكب الأرض، ولأن التلسكوبات الهائلة الحجم يمكنها أن توفر مزيدا من التفاصيل، لذا يتمكن التلسكوب EHT من ملاحظة الأجسام المتناهية الصغر بدقة micro-arcseconds 15
ومصطلح micro-arcseconds يعني 1/3600 درجة، والحجم 15 يعادل رؤية كرة جولف بوضوح على سطح القمر من كوكب الأرض، وهذه الدقة الفائقة ضرورية، لأن الثقب الأسود هو الكائن الأكثر انضغاطا في الكون بأسره.
والثقب الأسود الموجود في مركز درب التبانة يسميه العلماء (Sagittarius A-star)، وعلى الرغم من أن حجمه يساوي 4 ملايين ضعف حجم الشمس، إلا أن قطره أقل من المسافة بين الشمس وكوكب عطارد .
ومع ذلك، فإن الجاذبية الشديدة لهذا الثقب الأسود تؤدي إلى اعوجاج الضوء حوله وتضخيمه، مما يجعله يبدو أكبر من ذلك بكثير في السماء.